التقييم الوظيفي والنسجي لتأثير استخدام عقاري الديكساميثازون وريمدسفير في اناث الجرذان الحوامل واجنتها ودور نبات الشيح الوقائي للطالب محمد خليل إبراهيم

هدفت الدراسة الحالية لمعرفة تأثير استخدام عقاري الديكساميثازون والريمدسفير على الكبد والكلى والرئتين لإناث الجرذان الحوامل ومدى قدرتهما في احداث تشوهات مظهرية للأجنة وتغييرات نسجية في اكبادها والكلى، وتقييم الدور الوقائي للمستخلص المائي لأوراق نبات الشيحArtemisia sieberi  

استخدمت في هذه الدراسة 57 انثى جرذ ابيض Rattus norvegicus،تراوحت اوزانها بين  275-225غم و بأعمار تراوحت بين 14-12 اسبوع ،أُخذت 15 انثى لتحديد الجرعة الفعالة للمستخلص النباتي ووضعت 42 انثى مع ذكور من نفس السلالة في قفص لِليلةٍ واحدة وفي صباح اليوم التالي تم فحص الاناث ،اذ تشكل السدادة المهبلية دليلاً على حدوث التلقيح ،وتعد الاناث في اليوم صفر من الحمل، ثم وزعت عشوائيا الى ست مجاميع(سبعة اناث في كل مجموعة)، تم القيام بتجربة الدراسة في وحدة البيت الحيواني لكلية الطب البيطري/جامعة تكريت لمدة 21 يوماً حيث بدأت التجربة بتاريخ 1\9\2022 وانتهت يوم 21\9\2022.

عوملت اناث الجرذان الحوامل بالمعاملات الخاصة بالتجربة بين يوم ويوم بدءاً من اليوم الخامس للحمل الى اليوم العشرين، حيث عوملت المجموعة الأولى( مجموعة السيطرة) بالماء المقطر، اما المجموعة الثانية تم حقنها بعقار الريمدسفير Remdesivir (5 ملغم/كغم)،والمجموعة الثالثة حقنت بعقار الديكساميثازون Dexamethasone ( 0.225ملغم / كغم)،والمجموعة الرابعة جرعت بالمستخلص المائي لأوراق نبات الشيح Artemisia sieberi(200ملغم/كغم)،والمجموعة الخامسة حقنت بالريمدسفير ( 5ملغم/كغم)وجرعت بالمستخلص المائي لاوراق الشيح(200ملغم/كغم) سوية ً،اما المجموعة الاخيرة فقد حقنت بعقار الديكساميثازون ( 0.225ملغم/كغم) وجرعت بالمستخلص المائي لأوراق الشيح (200 ملغم/كغم) سويةً، خضعت اناث الجرذان الحوامل للظروف المختبرية الملائمة واعطيت العليقة القياسية طيلة فترة الدراسة. تم الكشف عن اهم المركبات الكيميائية الفعالة التي يحتويها مستخلص أوراق الشيح مع تقدير فعاليته المضادة للأكسدة باستخدام مركب DPPH.

اظهرت نتائج الدراسة الحالية حدوث ارتفاع معنوي(P≤0.05) في المجموعة الثانية و الثالثة لفعالية ناقل امين الألنين Alanine  Transaminase (ALT) وناقل امين الاسبارتيت,Aspartate Transaminase (AST)  والفوسفات القاعدي Alkaline  Phosphate(ALP)  واليوريا  Urea والكرياتينين Creatinine والمالون ثنائي الديهايد Malondialdehyde(MDA), و انترلوكين-6 Interleukin-6(IL) ،بينما لوحظ حصول انخفاض معنوي في مستوى مضادات الاكسدة ،متمثلة بالدسموتيز فائق الاوكسيد Superoxide Dismutase(SOD) والكاتليز Catalase(CAT) والكلوتاثيون(GSH)  Glutathione بالمقارنة مع المجموعة الاولى. بينما حصل ارتفاع معنوي في مستوى سكر الكلوكوز في المجموعة الثالثة ولم يحصل تغير معنوي للسكر في المجموعة الثانية مقارنة مع المجموعة الاولى . في المجموعة الرابعة لم يحصل تغير معنوي في مستوى ALT  و AST و ALP و MDA والكرياتينين واليوريا وحصل ارتفاع معنوي في SODو GSH  CAT  في حين حصل انخفاض معنوي في مستوى  السكر وانترلوكين-6 بالمقارنة مع المجموعة الاولى. اما في المجموعة الخامسة فقد حصل انخفاض معنوي في مستويات ALTوASTوALP وMDA واليوريا والكرياتينين والسكر وانترلوكين-6 بينما ارتفعت معنويا فيها مستويات  GSH و  CATوSOD مقارنة مع المجموعة الثانية ، حصلت نفس النتائج في المجموعة السادسة بالمقارنة مع المجموعة الثالثة.

اظهرت دراسة التغيرات المظهرية للكبد في المجموعة الثانية والثالثة حصول تشوهات تمثلت بظهور مناطق تجمع دموي وتكون مادة خضراء مصفرة، بينما تمثلت التغيرات النسجية باحتقان في الوريد المركزي وتحطم جداره وحالات نزف وتحلل لبعض كريات الدم مع تنكس بعض الخلايا الكبدية، وارتشـــــاح الخلايا الالتهابية وظهور حالات نخر خلوي ومناطق تليف. في حيوانات المجموعة الرابعة لم يلاحظ على الكبد اي تشوه ظاهري كما ظهرت المقاطع النسجية للكبد طبيعية. في كبد اناث المجموعة الخامسة والمجموعة السادسة فقد انخفضت حدة التأثيرات، حيث حصل ظاهريا تجمع دموي ونسجيا احتقان دموي و تحلل لكريات الدم مع ارتشاح بسيط للخلايا الالتهابية.

 بينت نتائج الدراسة الحالية حصول حالات اجهاض قليلة، ظهر في المجموعة الثانية والثالثة حصول حالات توزيع غير متساوي للأجنة على قرني الرحم مع ارتشافها، كما وجد جنين مشوه الاطراف العلوية مع مناطق تجمع دموي في المجموعة الثانية، اما في المجموعة الثالثة فقد لوحظ صغر حجم الاجنة. في المجموعة الرابعة ظهرت الاجنة موزعة توزيعا متجانسا على قرني الرحم وكانت بأشكال واحجام طبيعية. في حين اظهرت المجموعة الخامسة والسادسة تناسق عدد الاجنة على قرني الرحم مع احجام واطوال طبيعية لها في كلا المجموعتين. في الدراسة النسجية لكبد الاجنة بعمر 20يوماً في حيوانات المجموعة الثانية والثالثة ظهرت افات نسجية تمثلت باحتقان الوريد المركزي وتحطم جداره وانتشار الخلايا البلعمية، اما في اجنة المجموعة الرابعة ظهرت مقاطع الكبد طبيعية. في اجنة جرذان المجموعة الخامسة والسادسة اظهرت المقاطع النسجية حصول حالات احتقان دموي. في مقاطع انسجة الكلى لأجنة الجرذان في المجموعة الثانية حصلت حالات نزف و تحطم لجدار محفظة بومان. اما في كلى اجنة المجموعة الثالثة لوحظ قلة في عدد الكبيبات مع تثخن لجدار النبيبات. في المجموعة الرابعة بدت الصورة النسجية لكلى اجنة الجرذان طبيعية. اخيراً في اجنة المجموعتين الخامسة والسادسة لوحظ ان مقاطع الكلى فيهما ظهرت طبيعية .

نستنتج مما تقدم أن عقاري الريمدسفير والديكساميثازون كانت لهما تأثيرات سلبية على المتغيرات الفسلجية والكيموحيوية والمناعية والنسجية للأعضاء المدروسة في الإناث الحوامل واجنتها في حين اثبت مستخلص الشيحA.sieberi  دوره الوقائي ضد هذه التأثيرات الضارة اذ امتلك النبات مركبات فعالة، وقدرة كسح عالية للجذور الحرة ساهمت في تحسين هذه المتغيرات وتقليل الضرر النسجي في الاعضاء المدروسة و لكن دون رجوع النسج إلى حالتها الطبيعية .